عندما يقع لك شيء مؤلم، وتهزك الصدمة هزات عنيفة، وعندما تشعرين أن هذا الحزن يمكن أن يؤثر على أفكارك ومشاعرك لفترات ممتدة من الزمن القادم، تدركين في هذه الحالة أنك تحتاجين إلى مساعدة كبيرة من أجل أن تتعافي من أثر الصدمة ومن اجل أن تستعيدي قدرتك على التفكير العقلاني وتستعيدي اتزان مشاعرك وعواطفك من جديد.
الصدمات القوية يمكن أن تحتاج إلى وقت كبير من أجل التغلب عليها والتعامل مع الخسارة التي يمكن أن تنشأ عنها، لأنك تحتاجين في مواجهة الصدمة أن تعيدي إلى عقلك طاقته الخاصة بالتحمل والاحتواء والتفاعل.
الأزمة الحقيقية هي في تحول الصدمة التي يمكن أن تمري بها في حياتك إلى ميلودراما كاملة وتصبح هي المحددة لكل تحركاتك وأفكارك ومشاعرك في القادم من مشوار عمرك، ومن هنا تبرز أهمية النصائح التالية في التعامل مع الصدمات:
1= تعرفي جيدا على ما يحدث داخل عقلك:
العقل يحب الحكايات ويحب التخيلات والأوهام ولو تركتي لعقلك الحبل على الغارب في التعاطي مع الصدمة ستدخلين به في عوالم من الأساطير والمتاهات لا قبل لك بها، والأفضل أن تكوني محددة شديدة الوضوح في تقديم المعلومات إلى عقلك فليس معنى أن الصدمة قوية هو أن تسمحي لعقلك بأخذ زمام المبادرة، إكبحي جماحه بأن تقدمي له طوال الوقت الحقائق المجردة بدون تهوين أو تهويل.
2= أعيدي نفسك إلى الوقت الحاضر:
كارثة الصدمات أنه تكون أشبه بالأفلام التراجيدي تظل أحداثها تتداعى وتتكرر في عقلك الباطن وخيالك بلا توقف وكأنك تعيشين فيلم رعب لا ينتهي ولا يتوقف، ومن ثم لابد ان تبذلي قصارى جهدك من أجل أن تعودي إلى الواقع سريعاً وتتعايشي مع الحقائق المحيطة بك فالزمن لا يمكن أن يتجمد عند لحظة معينة مهما كانت قوتها، ويمكنك تحقيق ذلك بأن تتنفسي بعمق وبهدوء وتنظري إلى الأشياء المحيطة بك بتركيز كبير فهذا كرسي وهذه منضدة وهذا ستار، حاولي طوال الوقت أن تذكري نفسك بكل حقيقة محيطة بك لأن هذا سيحميك من خطر الضياع في دوامات الحزن.
3= تمالكي نفسك جيداً:
أخطر ما يمكن أن تؤثر به الصدمات عليك هو أنها تدفعك إلى سرعة اتخاذ ردود أفعال غير محسوبة وغير مدروسة، وهذه التصرفات أو ردود الأفعال بكل تأكيد لا تكون نابعة منك أنت وإنما تكون صادرة عنك في حالة غير طبيعية وتحت تأثير الصدمة، ومن الأهمية بمكان أن يكون في حياتك أشخاص تثقين بهم ثقة كبيرة ليتمكنوا من كبح جماح عاطفتك وانفعالك في حالة تعرضك لصدمة قوية تؤثر على إتزان تفكيرك ونضج تصرفاتك.
4= إنتظري وقتا كافيا قبل اتخاذ القرارات:
الصدمة تشبه الإعصار الذي يحاول أن يقلب كيانك وحياتك رأسها على عقب وهذا العصار لو ضرب البحر فإنه يؤدي إلى حدوث موجات متتابعة، وإذا وقعتي في الفخ وإتخذتي قرارات مصيرية في ظل هذه الموجات المتلاحقة فإنك ستدفعين ثمنا غاليا في المستقبل
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المراة.